Jul 15, 2009

مخاطر التوقف عن ممارسة الرياضة

 

اعتدال سلامه من برلين: عندما اعتزل لاعب التنس المشهور الالماني بوريس بيكر ممارسة الرياضية التي بدأها وعمره ست سنوات واصبحت مهنته ولم يبلغ بعد ال18 من العمر، اعلن ان ذلك لن يمنعه من اللعب لكن خارج نطاق المبارزات الدولية والمحلية. وقرر بعده  اللعب ضد منافسين له بين الحين والاخر في مناسبات خيرية بهدف الحفاظ على لياقته والجسدية. وسلكت اللاعبة  الالمانية ستافي غراف ايضا نفس المسلك وتمارس الرياضة حسب تصريحاتها بشكل منتظم من اجل الحفاظ على لياقتها وصحتها وقلبها، فهذا مهم جدا.
وهذه صحيح بعد التجارب التي اثبتت مقولة ان توقف الرياضيين او من يمارس رياضة محددة بشكل منتظم ولسنوات طويلة عن الرياضة وبشكل مفاجئ يشكل خطرا على حياتهم، عدا ذلك فالامثال كثيرة، منها وفاة المجري دوناي كارولي حامل الميدالية البرونزية في رفع الاثقال بسبب جلطة قلبية المت به وكان في الخمسين من عمره، بعد توقفه عن مزاولة الرياضة تماما.
وكانت مخاطر تعرض الرياضيين السابقين وتوقفوا تماما عن ممارسة اي نوع من الرياضة، تعرضهم لامراض القلب والدورة الدموية، هي مضمون دراسة وضعتها احدى مؤسسات الرعاية الصحية في برلين بالاشتراك مع مجموعة من اطباء القلب.
بحسب الدراسة فان التوقف المفاجئ للرياضي عن نشاطه الرياضي المكثف والشديد يعني تحول البطين الايسر من عضلة قوية لضخ الدم الى عضلة ضعيفة وقليلة الحركة. وتؤدي هذه الحالة بالطبع الى زيادة مخاطر اضطراب النبض وتبدأ مع ذلك مشاكل القلب والدورة الدموية. ولا يجب ان ينسى الرياضي هنا التأثير النفسي الكبير للتحول من حياة نشطة يوميا الى حالة من الخمول، ودليل على ذلك ان معدل تعاطي الرياضيين الذين كانوا من المشاهير واصبحوا على قائمة " الرياضيين السابقين" للمخدرات مرتفع. فعلى سبيل المثال فان تعاطي الكوكايين يمكن ان يؤدي الى سرعة نبض القلب والى قلة تدفق الدم الى العضلات القلبية والى حدوث الجلطات القلبية عند الشباب ايضا.
واعتمدت الدراسة على امثلة كثيرة منها لاعب الكرة الارجنتيني مارادونا الذي انصرف لسنوات لتعاطي المخدرات ويقال اليوم انه اصبح نظيفا منها. لكن تقارير طبية تشير الى ان كفاءة ضخ البطين الايسر عند مارادونا ما عادت تشكل سوى 20 في المائة من قدراتها السابقة.
وتتزايد مخاطر الاصابة بامراض القلب والدورة الدموية عند الرياضيين السابقيين مع مرور الزمن. ويحدث هذا عندما ينخفض نشاط الجسد ، وتتغير عادات التغذية وتترافق هذا التغييرات بالتغيرات الهورمونية ، اذ تؤيد هذا التغيرات مجتمعة الى تراكم الشحم في اجزءا غير محبذة في الجسم، اي في القلب وعلى جدار الشرايين.
وحينما يقرر لاعب كرة قدم متقاعد مثلا ان يواصل نشاطه الرياضي وان يتحول الى مدرب فانه يضيف عامل التوتر الى عوامل المجازفة باصابته بامراض القلب والدورة ا لدموية، وتكشف فحوصات ضغط الدم والنبض عند هؤلاء لدى ممارستهم التدريب ، على المدى الطويل، بان الضغط يرتفع اثناء سير المباراة الى اقصاه وهذا يعرض المدرب الى ا ضطراب نبض البطين الايسر. ويعجز العديد من المدربين عن مواصلة مواجهة متاعب التدريب النفسية من دون سجائر او كوكايين كما كان الحال مع المدرب الالماني كريستوف دوام الذي ابعد لبعض سنوات عن كرة القدم بعد انفضاح امره عام 2000.
وتؤكد الدراسة ان الرياضيين السابقين لا يستفيدون كثيرا من نشاطهم الرياضي المكثف السابق لان منافع التدريب الرياضي السابق يمكن ان تزول بعد اشهر قليلة من الاعتزال من دون ان تترك اثارا ايجابية. لذا تنصح برعاية الرياضيين، حال دخولهم اول سنوات التقاعد الرياضي ومساعدتهم على التراجع التدريجي عن النشاط فهذا مهم جدا ايضا للرياضيين. اي اقناع الرياضي باعتماد مفهوم Detrainingوالركون الى الفحوصات الطبية المنتظمة للحافظ على قلبة ودورته الدموية وبالتالي حياته.

No comments:

Post a Comment

أهلاَ وسهلاَ بالزائرين الكرام وأرجو أن تجدوا المتعة والفائدة معنا

My Slideshows